أسئلة في علوم التربية الحياة المدرسية




يُعد المنهاج الدراسي (Curriculum) الركيزة الأساسية التي تقوم عليها العملية التعليمية برمتها، وهو الوثيقة المرجعية التي تحدد مسار التعلم في أي مؤسسة تربوية. ولذلك، فإن إتقان مفهومه وأبعاده المختلفة ضروري لكل مهتم بعلوم التربية والمقبل على مباريات التعليم.


المفهوم الشامل للمنهاج الدراسي

تطور مفهوم المنهاج الدراسي من مجرد كونه قائمة بالمواد الدراسية والمحتوى المعرفي (المفهوم التقليدي)، إلى مفهوم شامل ومعاصر يركز على المتعلم والخبرة التربوية.

المنهاج في المفهوم المعاصر:

هو مجموع الخبرات التربوية والأنشطة التعليمية المخطط لها التي توفرها المدرسة للتلاميذ، داخلها وخارجها، تحت إشرافها وتوجيهها، بهدف إحداث تغييرات مرغوبة في سلوك المتعلمين ونموهم الشامل والمتكامل.

يتميز المنهاج الحديث بكونه:

  • مرن ومتكيف مع حاجات الطلاب وخصائص نموهم.

  • يركز على التفاعل والتعاون والتعلم النشط.

  • يهدف إلى تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي، بدلاً من مجرد تلقين المعرفة.


المكونات الأساسية للمنهاج التربوي

يشبه المنهاج المدرسي بناءً متكاملاً يقوم على مجموعة من العناصر المتداخلة والمتفاعلة، وهي التي يشار إليها غالبًا بـ عناصر المنهاج، ولا يمكن نجاح أي منها دون الارتباط ببقية العناصر:

  1. الأهداف التعليمية: النتيجة النهائية المرغوبة التي تشمل الجوانب المعرفية والوجدانية والحركية.

  2. المحتوى الدراسي: مجموع الخبرات والمعارف والمهارات التي يتم اختيارها وتنظيمها.

  3. طرق وأساليب التدريس: الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها المدرس لتحقيق الأهداف.

  4. الوسائل التعليمية: الأدوات والتقنيات المستخدمة لدعم عملية التعلم.

  5. التقويم: عملية قياس مدى نجاح المنهاج في تحقيق الأهداف.

لتعميق فهمك لهذه المكونات، ندعوك لمشاهدة الجزء الأول من الشرح في الفيديو التالي

أهداف المنهاج الدراسي ووظائفه

لا يقتصر دور المنهاج على نقل المعرفة، بل يتجاوز ذلك لتحقيق أهداف تربوية عليا تستجيب لمتطلبات المجتمع وحاجات الفرد:

  • تنمية الشخصية المتكاملة: بناء شخصية المتعلم في جميع جوانبها.

  • اكتساب الكفايات والمهارات الحياتية: تزويد المتعلم بالمهارات اللازمة للاندماج في المجتمع.

  • تأهيل المواطن الصالح: غرس قيم المواطنة، المسؤولية، والتسامح.

  • تطوير التفكير: تنمية القدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات.

  • تحقيق الذات: إتاحة الفرصة للمتعلم لتنمية مواهبه وإمكانياته الفردية.


خاتمة

إن المنهاج الدراسي، بمفهومه المعاصر الذي يركز على الخبرات الشاملة، ليس مجرد خطة أكاديمية بل هو خطة للتنمية البشرية والاجتماعية. يمثل المنهاج الجيد العمود الفقري لنظام تربوي فعال، وتعتبر عملية تصميمه وتطويره عملية مستمرة تستوجب المراجعة والتكيف مع المتغيرات المجتمعية والمعرفية الهائلة، لضمان إعداد متعلم قادر على مواجهة تحديات المستقبل.


تعليقات